مؤمنات.com

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مؤمنات.com منتدى رائع يجمع فيه كل أحباء نادي الضياء الصيفي العاشر و مركز الضياء القرآني بشكل عام هنا نرى شطارة الشعب في الإبداع في طرح المواضيع :))


    رسالتي الرمضانية إلى المحسنين والمحسنات

    avatar
    الأستاذة عائشة


    عدد المساهمات : 37
    تاريخ التسجيل : 16/08/2009

    رسالتي الرمضانية إلى المحسنين والمحسنات Empty رسالتي الرمضانية إلى المحسنين والمحسنات

    مُساهمة  الأستاذة عائشة الجمعة سبتمبر 11, 2009 1:07 pm



    سلام عليكم يا أصحاب الأيادي البيضاء ، يا من تمسحون دموع الباكين ، وتسدون جوعة الجائعين ، وتكسون الفقراء بين حين وحين ، وتدخلون الفرحة على القلوب الحزينة ، وتكفّون المحتاج عن سؤال البخلاء واللئيمين ، وتسهلون درب التعلم والمتعلمين .

    يا لوجوهكم البيضاء ما الذي بيضها ؟ ! إنكم بعيونكم نظرتم إلى حال الفقير ، وبأذنيكم سمعتم منه الشكوى والأنين ، وبألسنتكم طيبتم الخواطر فقدتم الخير الوفير .

    هل كان دافعكم إلى الإحسان آيات الذكر الحكيم التي تثني على من أنفق ماله فغدت حسناته سنابل تتضاعف ؟ أم أخذتم عبرة من قصة أصحاب الجنّة في القرآن الكريم حين منعوا العطاء عن المساكين فخسروا دنيا ودين فما كان منكم إلا أنكم حصنتم أموالكم بالصدقات ؟ أم أنكم خشيتم على أعراضكم فعلمتم أن الصدقة تحفظها وتصونها فقدمتموها لله خالصة ، أم خفتم من غضب الله فقدمت الصدقات إسراراً ، أم أن الأخوة بالدين دفعتكم إلى مد يد العون للقريبين والبعيدين ؟ .

    أيها المحسنون ... أنتم تجار ماهرون تعلمون مصادر الربح ، وأن الصدقات لا تنقص المال بل تزيده ، وأن ما أنفقتم في الصدقات هو ذخر لكم في الحياة وفيما بعد الممات ، لقد وجدتم العمر قصيراً ، والعمل قاصراً أن يوفي شكر الله على نعمه ، فأحدثتم مشاريع تضمن لكم جريان ثواب العمل وإن قطع حياتكم الأجل ، فهناك يسرتم حفر بئر ، وهنا علمتم جاهلاً ، وفي ذاك المكان أنفقتم على يتيم فكففتم عنه مذلة السؤال ، وهنا نشرتم العلم وبنيتم مؤسساته ، وهناك ساهمتم بعلاج مريض أوشك الألم أن يذهب به .

    أيها المحسنون : منكم نتعلم كيف يكون المال أداة لسعادة الإنسان ، فالغني الشاكر بالمال يسعد ويُسعد المحروم ، لقد رسا في وجدانكم أن هذا المال لله أودعه في أيديكم ليعلم كيف أنتم به فاعلون ؟

    لقد اجتهدتم أن يكون مالكم حلالاً حتى يقبل الله صدقاتكم ، وأنفقتموه على عيالكم فوسعتم النفقات بقدر ما وسع الله عليكم ورأيتم أن شكركم لله على ذلك لا يكون إلا بالإنفاق فبدأتم بمن تعولون ، وأحصيتم من الفقراء الأقرباء مَن تعرفون فكان وصالكم لهم بالمال بعد زيارتهم شكراً للمنعم وبالشكر تدوم النعم وتدفع النقم .

    إنكم لم تعيشوا لأنفسكم بل تعدت اهتماماتكم إلىى أبناء وطنكم فتحسستم حاجاتهم ، وأمددتموهم بما تستطيعون ، وأنتم الآن تفرحون ، ففي كل عام نصيب الفقراء من الزكاة تزيد نسبته من أموالكم ، وهذا يعني نماء في أموالكم وصحة في ابدانكم وسعادة في قلوبكم .

    أنتم – أيها المحسنون - أكثر الناس تنعماً وفرحة بالعيد لأن أكفّ من أحسنتم إليهم وألسنتهم تلهج بالدعاء لكم أن يسعدكم الله كما أدخلتم السرور عليهم وأن يزيدكم من فضله .

    بشرى لكم هذه الحسنات التي تزيد قلوبكم رقة وتفكيركم دقة فتزيد الهمة وتدفع النقمة وتقربكم إلى الله والناس محبة .






      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 4:11 am