هنيئاً لمن أدرك رمضان وهو على قيد الحياة ، يتنفس ويتحرك ويتكلم ، ويدرك قيمة انتهاز الفرص ، أمامك أيّها الحيّ فرصة لا تُقدّر بثمن ، إنّها فرصة النّجاة من النار ، ودخول الجنان ، الفرصةُ متاحة لمن أدركوا شهر رمضان وهم فوق الأرض يعيشون ، ومن خيرها يأكلون ، وأهلهم يعايشون ، وبالإسلام يدينون أما من ماتوا فإننا نسأل الله لهم الرحمة والمغفرة .
أيّها الحيّ ويا من لا تدري متى تموت ؟ إنّك تعمل لدنياك ، وتبذل قصارى جهدك كي تعيش حياة حرّة شريفة هلا تبصّرت في حقيقة وجودك ، وفي قيمة جهودك ؟
أتحبّ أن تحوّل هذه الجهود إلى أجور ، وتضمن مستقبلاً مشرقاً ينتظرك بعد الحياة الفانية ؟ إذن بادر بالتوبة .
ولعلك تسألني : عن ماذا أتوب ؟
أقول لك : أنت أدرى بنفسك ، وأعلم بما قصّرت به في جنب الله ، وأعلمُ بما قطعك عن درب الخير ، تبصّر في جنبات نفسك ... هل قطعتك عن الله شهوة عاجلة ؟ أم غفلة سادرة ؟ أم فكرة خاطئة ؟ أم غرور ؟ ثم عالج نفسك بنفسك جاهدها حق الجهاد وانأ بها عن الزلات .
وأنت أيها الطائع لا تركن لطاعتك لأن ّ درب الإيمان مضمار سباق فعجّل بالتوبة من التقصير ، واملأ وقتك بما يرضي العزيز القدير .
ويا من أطاع ربّه بالعبادات ، وقصّر في المعاملات ، تُب من التقصير وواصل إلى ربك المسير بحسن التعامل مع النّاس كي تحافظ على مكتسباتك وحسناتك وتضاعفها .
وهاكم مشاعر عبد يحب ربه ويناجيه شعراً ، ويطلب عفوه ومغفرته
بيني وبينك جسر حبٍ خالدِ ******* ورؤىً تحرك كل قلبٍ جامدِ
بيني وبينك من صلاتي سلمٌ******* مازلت أمنحه عزيمة صاعدِ
أرقى به عن هذه الدنيا التي ******* تغري ببهجتها فؤاد العابدِ
يا رب عفواً إن ذنبي لم يزل *******عبئاً يعذبني ويوهن ساعدِي
أخطأتُ ياذا العفو حتى صرتُ في ******* طرق الأسى أمشي بذهنٍ شاردِ
أرنو إليك بمقلةٍ مكسورةٍ******* فيها من العبرات أصدقُ شاهدِ
ياربِ أوهن قلبي الشاكي الأسى *******ياربُ ماجت بالأنين قصائدِي
من ذا يفك الطوق عن عنُقي إذا******* جُمع الأنام على صعيدٍ واحدِ
مالي سواك إذا تضاربت الرؤى ******* حول الصراط وجفّ ماء الرافدِ
وجهت نحوك يامهيمن دعوةً ******* مشفوعةًً مني برهبة ساجد