ما أجمل أن تيمم المرأة صوب بيت الله تبتغي رحمته وفضله ، تضع نصب عينيها أن المزور سيكرم زائره وثواب الجماعة وثواب قيام الليل وحضور مجلس العلم
وأجمل من ذلك أن تنتبه إلى الأمور التي تنقص الأجور أو تنقضها ففي ذهاب المرأة إلى المسجد يلاحظ أمور ينبغي التنبيه إليها منها : عدم الانتباه إلى الاحتشام في اللباس وعدم الحرص على الالتزام باللباس الساتر أو عدم الاكتراث بما تضعه من روائح عطرية أو المشي إلى المسجد دون الانتباه إلى الصوت المرتفع والضحك أحياناً والمرور من طرق تجمع المصلين ، وأما داخل المسجد فلا تفرق بعضهن بين الزيارة العادية وزيارة بين الله فتتحدث مع صويحباتها بما خطر في بالها من كلام وقد ترتفع الأصوات ، وأحياناً الضحكات ، بل أحياناً تتطور الأمور إلى منازعات لسبب أو آخر وأقرب مثال تبريد المسجد وتكييفه فبعض الأجسام تبرد بسرعة وبعضها تشعر بالحر بسرعة ، وبعضهن تأتي بالأطفال الذين لا يدركون معنى حرمة المسجد ، والأسوء من تجعل جوالها على نغمة تصدح بين فينة وأخرى لتعطل على المصليات الخشوع وتثير في أنفسهن الاستياء
لقد بين الله ورسوله أهمية ارتياد بيوت الله ، وآداب هذه الزيارة وعلينا أن نستشعر أهمية هذا المكان وحرمته ، وخاصة حين يصادف زماناً شريفاً كيوم الجمعة أو شهر رمضان المبارك مع التركيز على الهدف من الخروج من البيت .
إن فرصاً كبيرة ننال خيرها إذا قصدنا بيت الله ، فبيت في الجنة بالغدو والرواح ، ووعد من الله بإكرام من يتطهر في بيته ويزوره في بيته ، وفضل في زيادة الثواب في صلاة الفرد عنه في صلاة الجماعة بسبع وعشرين ضعفاً وأجر كبير في صلاة الجمعة ومغنم لا يفرط فيه بشروط مخصوصة يعدل عبادة سنة صيامها وقيامها بشرط التغسيل والغسل والمشي إلى المسجد والتبكير قبل أن يقوم الإمام خطيباً وعدم اللغو والإنصات للإمام ، ما أسهلها من شروط وما أعظمها من أجور !
واما ثواب الحجة والعمرة بتأدية صلاة الفجر جماعة والجلوس مع ذكر الله إلى طلوع الشمس ثم صلاة ركعتين فهو فضل لا ينبغي التفريط فيه .
إن شرف الزمان والمكان والعمل واستثمارهم مغنم وذخر فلا تغفلوا عنه واحرصوا عليه ودلوا غيركم وشجعوه حتى تجمعوا إلى ثوابكم ثواب من اتبعكم واستنار بقولكم .