العواصف
قد تعصف بنا الأيام ، وقد تتحداناالظروف ، فيشبه حالنا كمن ركب سفينة في بحر لجي ثمّ عصفت به الرياح وضربته الأمواج، لكننا حيال تلك العواصف مختلفون ، فبعضنا لا تسكين نفسه عند الخطر ولا يلجأ إلىربّ البشر ، فيعصف بمن حوله بصياحه وشتم من حوله وتحميلهم عبء ما لم يقترفوا ، فيعمد الطرفالآخر الى استجماع قواه والرد بما أوتي من حيلة وقوة ، فيتصارع الطرفان والعاصفةالخارجية دائرة والمصيبة قائمة فيزداد الطبن بلّة ، وهذه المواقف تخرب الديارالعامرة ، وتتعس النفوس السعيدة ، وتتأذى بها نفوس صغيرة بريئة لا ناقة لها ولا جمل بما قدحصل.بينما يقف آخرون حيال العواصف بتفهم لما يحدث ، وتوكل مخلص وتوكل على الله ودعاءومناجاة فينجو هو ومن معه وتعود السعادة من جديد .
إن هذه المواقف تتوارثها الأجيال ، وتضطبغ بصبغتها ، ولذا نرى ان جواً من العصبية المشحون يرافق الناس في البيت وفي العمل إلى أن يأتي الأجل فهل تبدو الحياة مريحة في مثل هذه الأجواء ؟ وهل يمكن لأفراد الأسرة أن يتفرغوا لبناء ذواتهم وتنمية مواهبهم في مثل هذه الأجواء ؟
كثيراً ما أصادف نساء تشتكي من عصبية زوجها أو من عصبيتها ! أو من عصبيتهما معاً ، الكل يعلم أن هذا السلوك غير صحيح ولكن قلة منا تعلم أجر من يكظم غيظاً او يترك جدلاً عقيما ، والأقل من ذلك من يطبّق هذا العلم في حياته الواقعية فمعظم الناس _ إلا من رحم ربي لسان حالهم ( ونجهل فوق جهل الجاهلينا )
عند امتلاء القلب بالغيظ ينثر الإنسان من الكلمات ما لا يدرك معناها ومؤداها ونتائجها ، فيسمع الطرف الآخر ما لا يرضيه ويجرحه ومعلوم ان الجراحات تشفى إلا ما جرحه اللسان
جراحات السنان لها التئام ***** ولا يلتام ما جرح اللسان
ومن النصائح التي تقدم في مثل هذا الحال
· التريث في إطلاق الأحكام
· تمرير الكلام على العقل قبل النطق به ، وقد يجدي كتابة ملخص ما نريد قوله
· إزالة حالة الغصب والتمكن من قيادة النفس قبل التكلم
· استشارة بعض الناس المؤهلين
· قراءة عن الموضوع الذي حوله يدور الخلاف
· عدم الوقوف مع أنفسنا موقف المحامي المدافع
· اصطحاب الاحترام للآخر في سائر المواقف
· استخدام الإرشاد الإلهي ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً )
· اتباع الهدي النبوي ( لا تغضب )
· فهم سنة الابتلاء ، والاقتداء بالأنبياء .
فإذا فعلنا ذلك مرت العواصف دون أن تترك في حياتنا آثاراً مدمرة وخسائر فادحة .