هيام المناصير الأحد يوليو 26, 2009 4:00 am
[
b]ذات يوم
أخبرني أحدهم
بأن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة
اليوم أتممت ميلي الألف باحثاً عن وطني
ولم أصل !
لم يخبرني الـ”أحدهم” بأن الطريق إلى الوطن يحتاج إلى أكثر من ألف ميل
ومليار خطوة!.
~~
في كل مرة أقنط من محاولتي باللحاق به
تعتادني رائحة تستثير أنفي, أشبه ما تكون بـأدخنة “وطن يحترق”
فأعلم أنه موجود
وأزداد بحثاً
عسى أن ألتقيه يوماً
صدقوني سأرضى حتى برماده!
إن احترق.
~~
فلما جنّ علي الليل
صادفتهم في طريقي, جامعين أشلاءه في براميل!
يحملها بعضهم, ويَجُرها البعض الآخر لانشغاله بحمل “كرشته”
اعتقدت لوهلة أن هذه الأشلاء..هي وطني!
فلما رأيتهم يقبضون ثمنها
قلت .. وطني أثمن!
~~
وفي طريقي
رأيتهم قد جزءوه, وراحوا يزايدون على ترابه
في مخطط !
فلما بلغت “السومه” مليوناً
صرخت مردداً هذا وطني, هذا أغلى!
فلما تذكرت أن المليون لا يملكها معظم أبنائه
وأن ترابه قد عز على أكثرهم
قلت وطني أكرم!.
~~
ويوم أن رأيت طوابير أبنائه
قد اصطفت أمام مكتب تحت وطأة الشمس
قلت هنا وطني!
اقتربت فكان المكتب للعمل, والطوابير تجاوزت البحث عن الوطن إلى التفتيش عن “حتة” وظيفة تسترهم
أيقنت حينها أن وطني لا يمكن أن يكون هنا
فـ وطني أرحم!.
~~
وفي تجمهر تحفه الهتافات من كل مكان
تأكدت بأنه هنا
ولما ولجت
إذا به استاد رياضي
قلت هذا وطني, الناس هنا أكثر
فلما لاح لي وجه “المنتشري”
قلت وطني أجمل!
~~
قالت مريم: يا أيمن أعرض عن هذا
واستغفر لذنبك!
أخبرتها بأن لا تحزن, إن الله معنا.
~~
وحملت أميالي الألف
وما حصلت عليه من شظايا
وأكملت المسير
استدل عليه برائحة احتراقه
~~
خلال أميالي الألف لم أقف لأسأل أحداً عنه
قيل لي أن مغتصبي الوطن أخبروهم قائلين
“ارفع رأسك ..الخ”
وشيء طبيعي من أناس مرفوعي الرأس
ألا يلاحظوه لو مر يوما بجانبهم!.
~~
أكملت المسير
أنا وأميالي الألف وكلي ثقة
بأن وطني أكبر من قصورهم ممتدة الأطراف
و”كروشهم” المملوءة دائماً.[/b]